ظلال القلب: قصة رومانسية عن وعد لم يكتمل

ظلال القلب: قصة رومانسية مؤثرة عن وعد لم يكتمل وعودة غير متوقعة
✍بقلم الكاتب: سهيل عمران | موقع قصص وروايات
سوف تقرؤون اليوم قصة رومانسية مؤثرة تدور حول لقاء يومي بسيط بين شابين يتحول تدريجياً إلى علاقة عميقة، قبل أن يفرّقهما السفر ويجمعهما وعد غير مكتمل. أحداث هادئة ومشاعر صادقة تنتهي بعودة تمنح القلب أمل جديد.
بداية القصة
كانت ليلى تعود من عملها كل يوم عبر الطريق ذاته، طريق طويل تصطف على جانبيه أشجار السرو التي تشبه حرّاساً ثابتين لا يعرفون النوم. في أحد الأيام، وبينما كانت تمشي بخطوات مرهقة، سمعت صوتاً خلفها يقول:
“أظن أن اليوم أثقل من أن يُحمَل وحدك.”
التفتت لترى شاباً يحمل حقيبته على كتفه، ملامحه هادئة وصوته لطيف. لم تعرفه، لكنها لم تشعر أنه غريب. ابتسمت مجاملة وقالت:
“يوم مرهق، مثل كل الأيام.”
مشيا جنباً إلى جنب. لم يقدّم نفسه في البداية، ولم يسأل عنها. اكتفى بأن يعرض عليها مشاركة الطريق، وكأن المسافة تصبح أقصر حين يمشيان معاً. بعد عدة لقاءات على الطريق ذاته، قال لها أخيراً:
“أنا رائد.”
ومن تلك اللحظة بدأ كل شيء يتغيّر. أصبح وجوده جزءاً من يومها. كانت تضحك معه دون أن تشعر، وتنسى إرهاقها حين يخبرها قصة صغيرة من يومه. كان لطيفاً بطريقة غير مصطنعة، ودافئاً بطريقة تجعل القلب يهدأ.
مع الوقت، اكتشفت ليلى أنها تنتظر لقاءه أكثر مما تنتظر نهاية دوامها. وعندما تنتبه لنفسها، تشعر بشيء يشبه الخجل اللذيذ. كانت تحاول إقناع نفسها أن الأمر مجرد صداقة، لكن قلبها كان يعرف الحقيقة.
ذات مساء، تغيّر كل شيء. لم يظهر رائد. انتظرت دقائق، ثم ساعة. شعرت بالقلق، رغم أنها لم تعترف لنفسها بعمق تعلقها. في اليوم التالي أيضاً لم يظهر. وبعد ثلاثة أيام، بدأت تشعر أن الطريق طويل جداً، فارغ جداً، كما كان قبل أن تعرفه.
بعد أسبوع كامل ظهر من جديد، لكن ملامحه لم تكن كما تعرفها. عينيه تحملان ثقل شيء أكبر من التعب. اقترب منها ببطء وقال:
“ليلى، لازم أحكي لك الحقيقة.”
شعرت بقلبها يهبط. لم تعرف سبب خوفها، لكنها أدركت أن الكلمات القادمة ستغيّر الكثير.
تنهد وقال:
“أنا سأسافر. ليس سفراً عادياً. فرصة عمل خارج البلد، وكنت أطاردها منذ سنوات طويلة. ما كنت أتوقع أنها ستأتي الآن… في الوقت الذي بدأت أفكر فيه فيك.”
سكتت. شعرت أن الهواء صار أثقل من أن يُتنفَّس. حاولت أن تبدو قوية، لكنها لم تستطع منع الارتباك من الظهور في عينيها.
قالت بصوت منخفض:
“كنت أتمنى أنك قلت هذا قبل أن أتعوّد عليك.”
اقترب خطوة، كأنه يحاول الإمساك بكلماتها قبل أن تهرب.
“ما كنت أقدر. ما كنت أعرف كيف أشرح لك أني بدأت أحب الطريق… بسببك.”
كانت تلك أول مرة يقول كلمة “أحب”. شعرت بحرارته، وبقسوتها في اللحظة ذاتها. قالت:
“إذا سافرت… ماذا يبقى لي من كل ما كان بيننا؟”
رد بيقين هادئ:
“يبقى وعد. إذا رجعت، سأبدأ معك من النقطة التي توقفنا عندها.”
لم تقل شيئاً. اختارت الصمت لأنه أقل ألماً.
في يوم سفره، سارت على الطريق وحدها. شعرت أن الأشجار أكثر صمتاً من المعتاد. لم يكن هناك من يخفف عليها المسافة أو يحدثها عن يومه. لكن رغم الغياب، بقي شيء لم ينطفئ. كان قلبها يتمسك بكلمة واحدة قالها في آخر لقاء:
“أعود.”
مرت الشهور، وتعوّدت على الوحدة من جديد. لكنها لم تنس. لم تكن تعرف إن كان الوعد سيعود معها أم لا، لكنها احتفظت به في مكان معين داخل قلبها.
وفي مساء شتائي، بينما كانت تمشي تحت المطر، سمعت الصوت ذاته يقول من خلفها:
“أظن أن الطريق ما زال طويلاً وحدك.”
التفتت. كان يقف هناك، مبتلاً وضاحكاً، وكأنه لم يغب يوماً.
ابتسمت، ليس لأنها فاجأها، بل لأنها شعرت أنه عاد في اللحظة التي كانت تحتاجه فيها.
✅ فقرة ختامية
هذه القصة تحمل معنى بسيطاً لكنه قوي: ليست كل العلاقات تحتاج بداية صاخبة أو نهايات واضحة. أحياناً يكفي وعد صادق، وصبر حقيقي، وعودة تثبت أن المشاعر التي تستحق البقاء لا تضيع مهما طال الطريق.