قصة حب في مكان العمل

قصة حب مكتومة في المكتب – قصص وروايات
قصة حب مكتومة تنمو بين سارة وزميلها في المكتب، حيث الخجل، المشاعر المكبوتة، واللمسات المحرمة تصنع صراعًا عاطفيًا لا يُنسى
✍بقلم الكاتبة: سهى المصري | فريق قصص وروايات
🖋بداية القصة
جلست سارة أمامه، هادئة كالعادة، وبدأت تتصفح المشاريع واحدًا تلو الآخر كل صفحة كانت تروي له قصة مشكلات العمل.
وكل ملاحظة كانت محاطة بحلول مدروسة بعناية، دون أي انفعال ظاهر على وجهها، تمامًا كما أرشدها السيد شهاب.
كان عدي يجلس صامتًا، يستمع، يراقب، يشعر بكل حركة تقوم بها، ويخزن في ذاكرته كل التفاصيل الصغيرة، حتى شكل وجهها لم يستطع تخيله مطلقًا.
مرت الأسابيع، وازدادت مشاعره تجاهها شيئًا فشيئًا. أصبح العمل نفسه ممتعًا أكثر، وأصبح يغوص عميقًا في أسرار المشاريع، فقط ليكون قريبًا منها.
العلاقة بينه وبين سارة كانت غامضة؛ كان يرغب بها بشدة، لكنها كانت دائمًا تحافظ على حدودها، خجولة وراسخة في مبادئها.
في يوم من الأيام، لم يعد يحتمل الانتظار، لم يعد يريد أن يكتفي بالمراقبة أو التخمين.%
قرر مواجهة مشاعره مهما كلفه الثمن، حتى لو كان الأمر محفوفًا بالمخاطر.
“أأأه… لسه كتير يا سارة؟ الساعة كام؟ مش قربت الاستراحة؟” قال بملل واضح، لكنه كان يحاول إخفاء توتره.
نظرت سارة إلى ساعتها وقالت: “لسه عشر دقايق.”
ابتسم بخفّة وقال: “لا، أنا معدتش قادر… إحنا هناخد العشر دقايق دول راحة، مش مهم حوش أي حد.”
ابتسمت في صمت، ثم قالت: “طيب… بعد إذنك، تحب أكلم بش مهندس عبد الرحمن؟”
تنهّد وهو يحك رأسه: “الراحة دي… سر! محدش لازم يعرف بيها، ولا عاوزاني أترفد!”
ضحكت ساخرًا في صمت وقالت بخبث: “أنا رايحة أصلي، ولو حضرتك على وضوءك، ممكن أفرش لك السجادة ووجهك على القبلة.”
تنهد مطولًا، ثم قال بنبرة صادقة: “أنا عارف أني مقصر يا سارة… بس صدقيني، في حاجات كتير عايز أعملها وأغيرها من ساعة ما عرفتك.”
ارتبكت سارة، بدأ قلبها ينبض بسرعة، وبدأت تلم أغراضها بعصبية، أحمر وجهها بشدة، لم تكن معتادة على مثل هذا الاهتمام من أحد.
فجأة، شعر بيدها في يده، دفء وحزم لا يمكن تجاهله.
“سارة… من فضلك، استني لما أخلص كلامي… أنا من ساعة ما شفتك لأول مرة، النور دخل حياتي… جمال روحك وطيبتك نوروا قلبي… وأنا أوعدك هتغير عشانك، عشاننا، وعشان ربنا.”
انهمرت دموعها، ولمست يده دفء محرم، لكنها لم تستطع مقاومة المشاعر التي كانت مدفونة طويلاً.
“بعد إذنك يا بش مهندس أحمد…” قالت وهي تحاول استعادة رباطة جأشها، لكنها لم تتمكن من التوقف عن الانفعال.
ناداه بحزم: “سارة… أنتي مش مضطرة تبرري ليا أو لأي حد، أنا عبء على أي حد، بس عندي أمل… لو مش حاسة بأي حاجة، قولي، وأنا أوعدك… ده آخر يوم ليا في المكتب.
لكن لو تقدري تتحملي عبئي، أنا وبابا هنبقى عندك في البيت اليوم.”
شعرت بالذهول، دموعها لم تتوقف، ولم تعرف ماذا تفعل، خرجت مسرعة تبحث عن عبد الرحمن، وقالت باقتضاب: “ممكن آخد باقي اليوم أجازة؟”
وافق سريعًا، ثم سألها: “تحبي أوصلك؟”
“لا، شكراً.” خرجت مسرعة من المكتب، وقلبها مليء بالاضطراب.
دخل شقيقه مكتبه، وجده يجلس مستندًا إلى عصاه، وجهه يحمل مزيجًا من التعب والحزن، بينما الأفكار تعصف في رأسه بلا توقف…