أم فقيرة تنقذ ابن الملياردير

أم فقيرة تنقذ ابن الملياردير: قصة مؤثرة عن الشجاعة
✍بقلم الكاتبة: لبنى العبسي |موقع قصص وروايات
تقرؤون اليوم قصة درامية مؤثرة تحكي كيف أنقذت أم فقيرة طفل الملياردير من الغرق، وتكشف قوة الشجاعة والتضحية الحقيقية.
🖋بداية القصة
كان الجسر يعجّ بالضجيج في ذلك الصباح البارد، حينانقلبت سيارة فارهة وسقطت في النهر المتجمّد.
صرخ الناس، وامتدت الهواتف لتصوّر المشهد، لكن لم يجرؤ أحد على الاقتراب، داخل السيارة كان طفل صغير يضرب زجاج النافذة بيديه المرتجفتين وصوته الخافت يستغيث وسط هدير الماء.
على الجانب الآخر من الجسر كانت ناعومي — امرأة سمراء، بثياب رثّة تحتضن طفلها الصغير “ميخا” وتحاول تهدئته من البكاء.
لم تتردد نظرت إلى الماء المظلم، إلى السيارة الغارقة، ثم إلى ابنها… وكأنها ودّعته بنظرةٍ واحدة قبل أن تقفز بكل قوتها.
سقطت في الماء الجليدي كرصاصة من نور، وبدأت تشق طريقها نحو السيارة الغارقة، كانت الرياح تعصف، والناس يصرخون، والمشهد أشبه بكابوس. حاول أحد الرجال الاتصال بالنجدة:
“اتصلوا بالإسعاف! السيارة تغرق!”
لكن الثواني كانت تسرق أنفاس الجميع، فيما كانت ناعومي تُصارع التيار وتكسر زجاج السيارة بحجر عالق في القاع.
لحظة واحدة امتدت يد صغيرة نحوها — ابن الملياردير، إيثان كالدويل — فاحتضنته كأنه ابنها، ودفعت به نحو السطح بكل ما تبقى من قوتها.
صعد الطفل إلى السطح بين ذراعيها، لكنه كان فاقد الوعي حمله أحد المارة، بينما ظلت ناعومي عالقة بين دوامات الماء بعد دقائق طويلة، أخرجها رجال الإنقاذ — جسدها شاحب، أنفاسها ضعيفة، لكنها لا تزال متمسكة بالحياة.
على ضفة النهر، كان ريتشارد كالدويل، الملياردير المعروف، قد وصل بنفسه.
وقف مذهولًا أمام المرأة التي أنقذت ابنه، والبرد يلسع وجهه دون أن يشعر. كان يعلم أن كل ما يملك من ثروة لم يكن ليشتري تلك الشجاعة.
اقترب منها وهي على النقالة، همس في أذنها المرتجفة:
“لماذا فعلتِ هذا؟ لم تعرفينا حتى.”
فتحت عينيها بصعوبة، وابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها المتشققتين:
“الأم… لا تنقذ طفلها فقط، بل كل طفل يذكّرها بقلبها.”
ثم تمتمت بصوت مبحوح:
“أرجوك… اعتنِ بـ ميخا…”
وغابت عن الوعي.
بعد ساعات في المستشفى، وبينما جلس ريتشارد إلى جوارها، أمسك يدها الباردة في تلك اللحظة، فهم أن ما أنقذ ابنه لم يكن جسدًا قويًا، بل قلب أمٍ لا يعرف الخوف.
وفي اليوم التالي، تصدّرت الصحف الخبر بعنوان:
أم فقيرة تنقذ ابن الملياردير… والقدر يعيد كتابة الحكاية.”
لكن الحقيقة كانت أعمق من مجرد عنوان — كانت قصة عن إنسانيةٍ لا تميّز بين الغنى والفقر، وعن أمٍ علّمت الجميع معنى الحياة.