قصص درامية

سر الماضي قبل ليلة العمر

قصة حب رومانسية مليئة بالأسرار- قصص وروايات

 قصة رومانسية درامية مشوقة عن فتاة تكشف سرًا من ماضيها قبل ليلة زفافها، حيث تتوالى الأحداث بين الحب والثقة وسوء الفهم، وتنتهي بنهاية سعيدة تثبت أن الصراحة هي أساس أي علاقة حقيقية.

✍بقلم الكاتبة لمياء الشامي | فريق قصص وروايات

🖋بداية القصة

جلست هي أمامه قلبها يدق بسرعة ويدها ترتجف قليلاً قبل أن يلمسها، رفعت رأسها وقالت بنبرة متوترة:
أنا لازم أحكيلك سر… ضروري تعرفه قبل ما تقرب مني.

رفع حاجبيه بمزيج من الفضول والحيرة:
سر إيه؟ النهارده ليلة دخلتنا… مش وقت الأسرار دلوقتي!

ابتسم لها بحنان وحاول التخفيف من توترها:
قومي يلا، ناخد شاور ونشوف هنعمل إيه النهارده أحلى ليلة في حياتنا… خلي الأسرار بعدين، قدامي أجمل بنت شفتها في حياتي، مش وقت أسرار خالص!

نظرت له بعينين مثقلتين بالخوف والحزن، وقالت بصوت منخفض وكسر واضح في كلامها:
لا… لازم قبل ما تلمسني أحكيلك وبعدها… هتقرر لو هتكمل معايا ولا لأ.

تردد للحظة، ثم قال:
هتكمل معاكي ولا لأ؟ الموضوع شكله كبير… بس احكيلي سرّك.

أخذت نفساً عميقاً، وأرسلت نظرها نحو الأرض:

قبل ما تتقدملي بثلاث سنين، اتعرفت على شاب في الشغل اسمه حسين.

مع الوقت، تطورت صداقتنا… وبقت علاقة حب استمرت سنة كاملة كنا مع بعض كل يوم، نضحك، نزعل، نروح الشغل سوا… وكنا متفقين على الجواز، لأنه ماكنش حد فينا يقدر يستغنى عن التاني.

ارتجفت قليلاً، وواصلت بصوتٍ كأنه مزيج من الندم والحقيقة:
وفي يوم طلب مني أروح شقته، بحجة إنه يوريني الشقة اللي هيتجوزني فيها… رفضت في البداية، وحذّرته.

لكنه أصر… وفي يوم رضيت أروح، لأن ثقتي فيه كانت كبيرة… وهناك… حاول يقرب مني، ويحسّسني بكلام حلو… لأول مرة في حياتي.

التفتت إليه، وعيونها تلمع بالدموع:
كنت عارفة إنه هيتقدملي، وكنت واثقة إنه مش هيكدب عليا… بس كانت أول وأخر مرة… بعد الموقف ده فضلت فترة طويلة منهارة، عمري ما تخيلت أعمل حاجة زي كده.

ابتلع هو أنفاسه، صامتاً للحظة، ثم همس:
وماذا حدث بعد كده؟

أخذت نفساً آخر، وقالت:
بعد أيام قليلة، أكدلي إنه هييجي بيتنا عشان يتقدملي كنت على وشك الطيران من الفرحة… أسعد يوم في حياتي. لكن قبل اليوم المحدد… حصل أسوأ شيء في حياتي…

روحت الشغل وأنا حاسة بثقل في قلبي، مش قادرة أفكر في أي حاجة غير اللي حصل… وفي نفس اليوم، حصل اللي ما كنتش متوقعة أبداً.

اتصلت بي صديقتي وقالتلي:
سامعة الأخبار؟ حسين… مشغول بحاجة غريبة، ويبدو إنه مش هيتقدملك دلوقتي.

اتجمدت في مكاني، وكأن كل الدنيا سقطت على راسي حاولت أهدأ وأفكر بعقلانيّة، لكن الصور والكلمات اللي حصلت قبل كده كانت بتطاردني.

وفي نفس المساء، رجعت البيت وقلبي مليان خوف وقلق لما شفت باب الشقة مفتوح، قلبي قفز من مكانه… حسين كان هناك!

ابتسم لي، لكن ابتسامته كانت مختلفة حسيت بحاجة غلط، وقلبي بدأ يدق بسرعة:
إيه اللي حصل يا حبيبتي؟ ليه زعلتي؟

ابتلعت دموعي وقلت بصوت متقطع:
حسين… قبل كده… أنا حكيتلك كل حاجة، وأنا مش فاهمة ليه الأمور اتغيرت.

اقترب مني وقال بنبرة هادئة لكنها حازمة:
صدقيني، أنا كنت فاكر كل حاجة واضحة… بس فيه حاجة لازم تعرفيها، وأنا لازم أكون صريح معاك دلوقتي…

توقفت عن الكلام، وعيوني كانت تلاحقه في كل حركة. حسيت إن اللي هيقوله هيغير كل حاجة بينا.

 قبل فترة… أنا… كنت مضطر أعمل حاجة، وده أثر على كل خططنا… ومش عارف إزاي أقولك…

قلتله بخوف:
قول… مهما كانت الحقيقة، أنا مستعدة أسمعك.

نظر إليّ عينيه مليان حزن، وقال:
أنا خسرت شغلي… وفي الوقت ده… حسين اللي أنتِ حكيتيله عنك، اتصل بيا وقال حاجات غلط… وأنا… صدقت كل الكلام…

توقفت دقيقة، وقلبي وقع كان فيه سوء فهم كبير ممكن يدمّر كل حياتنا لو مكناش صريحين دلوقتي.

 يعني… كل ده مجرد سوء فهم؟
ابتسم بصعوبة وقال:
أيوه… وده اللي خلاني أخاف أخسرك… لكن دلوقتي، أنا عايز نبدأ من جديد… وننسى أي حاجة حصلت قبل كده.

دفعت له ابتسامة ضعيفة، وقلبي بدأ يرتاح شويّة، لكنني عارفة إن الطريق لسه طويل… ومليان تحديات.

مرت الأيام بعد مواجهة سوء الفهم بينهما، وكل لحظة كانت تقوي العلاقة أكثر حسين لم يترك فرصة لإظهار حبه الحقيقي، وكان دائمًا بجانبها، يدعمها ويطمئنها.

في يوم مشمس، جلسا معًا على شرفة البيت، والنسيم يلعب بخصلات شعرها، وقال لها بابتسامة صادقة:
—عارفة… كل اللي حصل قبل كده كان صعب علينا، بس أنا سعيد إننا قدرنا نواجهه سوا.

ابتسمت له، ويدها تلمس يده بحنان:
وأنا كمان… كل حاجة مضت، وكل الأسرار اتكلمنا عنها… دلوقتي أنا عارفة إنك الشخص الصح بالنسبة لي.

اقترب منها، وأمسك وجهها بين كفيه، وقال:
من النهارده، مفيش أسرار بينا… بس حب صادق وأمان كامل.

وقتها، شعرت بأن قلبها أخيرًا ارتاح، وأن كل الألم والخيبات اللي مرت بيها كانت سببها الماضي اللي اختفى الآن.

وفي تلك الليلة، قررا أن يقوما بخطوة جديدة في حياتهما، خطوات مليانة حب، احترام، وثقة. لم تكن مجرد ليلة حب، بل كانت بداية حياة كاملة معًا، مليئة بالأمل والسعادة.

ابتسمت له وقالت:
ليلة العمر… بدأت دلوقتي، ومعاك بس.

ابتسم لها، وضمتها بقوة، وهي تعلم أن كل شيء أصبح واضحًا، وأن الحب الحقيقي قادر على تجاوز كل العقبات.

وهكذا، انتهت قصة حبهم بسعادة، بعد كل الصعوبات، أسرار الماضي، وسوء الفهم… قصة تثبت أن الصراحة والثقة هما أساس أي علاقة حقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى