حين يكتب المطر أول سطر في الحب

نبض المطر: قصة رومانسية عن لقاء مصادف تتحول فيه اللحظة إلى حب حقيقي
بقلم الكاتبة : أماني محمد | موقع قصص وروايات
تقرؤون اليوم قصة رومانسية تبدأ بلقاء مفاجئ تحت المطر بين شابين يجمعهما الملجأ الصغير نفسه، ويتحوّل انتظار هدوء الطقس إلى بداية مشاعر دافئة تنمو ببساطة وصدق. لحظة عابرة تصنع بداية حب جديد.
🖋بداية القصة
كانت السماء ملبدة بالغيوم حين خرجت نادين من المكتبة تحمل كتبها بشيء من العجلة. لم تتوقع أن تمطر بكل تلك السرعة. وما إن وصلت إلى منتصف الطريق حتى انهمر المطر بغزارة، كأنه يسكب حزنه فوق المدينة.
بحثت عن مكان تلوذ إليه، لكن المطر كان أسرع منها. ركضت نحو مظلة صغيرة قرب مقهى قديم. كانت تتنفس بصعوبة وتضحك على نفسها في الوقت ذاته. بينما كانت تحاول التخلص من قطرات الماء على وجهها، سمعت صوتاً يقول:
“يبدو أن المطر قرر أن يفاجئنا اليوم.”
التفتت فإذا بشاب يقف تحت المظلة نفسها. كان يحمل كوب قهوة ساخن وينظر إليها بابتسامة لطيفة.
قالت: “واضح أنه يحب المفاجآت.”
ضحك وقال: “مع ذلك، له لحظات جميلة.”
لم تكن تعرفه، لكنه كان يتحدث بنبرة مريحة. توقف المطر قليلاً ثم عاد بغزارة أكبر، كأنه يمنعهما من المغادرة.
قال لها: “إذا أردت، يمكنني إقراضك مظلتي. أنا قريب من هنا.”
ردت وهي تنظر إلى المطر: “لن تُفيد كثيراً، المطر اليوم غاضب.”
جلسا ينتظران أن يهدأ الجو. مضت الدقائق وهما يتبادلان الحديث. عرف أن اسمها نادين، وأنها تحب القراءة والهدوء. وعرفته بأنه سامر، موسيقي يعزف في الأمسيات. لم تكن المحادثة رسمية أو ثقيلة. كانت طبيعية، سهلة، كأن المطر فتح بينهما نافذة صغيرة للراحة.
حين خف المطر قليلاً، قال لها سامر:
“هناك مقهى قريب يقدم شيكولاتة ساخنة ممتازة. هل تحبين أن نذهب؟ على الأقل حتى يجف هذا المطر العنيد.”
ترددت قليلاً، لكنها شعرت أنها تريد أن تكمل الحديث معه.
قالت: “لم لا.”
جلسا في مقعد هادئ قرب النافذة. كان المطر مستمراً لكنه صار ألطف. بدا المكان كأنه لوحة مرسومة خصيصاً للحظة التي يجلسان فيها. أخبرها سامر عن شغفه بالموسيقى، وعن أغنية يحاول إنهاءها منذ أشهر. أخبرته نادين عن الكتب التي ترافقها، وعن خوفها الدائم من التعلق بشخص لا تعرف نهايته.
قال لها بصوت مرتاح:
“القلوب تعرف قبل العقول. أحياناً تشعر أن الشخص أمامك جزء من أيامك حتى قبل أن تفهم السبب.”
نظرت إليه للحظة، وشعرت أن كلماته ليست مجرد جملة عابرة.
قالت: “أخاف من المشاعر التي تأتي بسرعة.”
ابتسم: “أحياناً تكون الأسرع هي الأصدق.”
مر الوقت دون أن ينتبها. حين توقف المطر، نهضت نادين لتغادر.
قال لها: “أتمنى ألا يكون هذا آخر لقاء تحت المطر.”
ردت بابتسامة خجولة: “ربما إذا قرر المطر أن يجمعنا مرة أخرى.”
في اليوم التالي، عادت إلى المكان نفسه بلا سبب واضح. وقفت تحت المظلة ذاتها، رغم أن السماء كانت صافية. لم تتوقع أن تجده هناك، لكنه ظهر وهو يحمل كوب قهوة آخر.
قال لها مبتسماً:
“يبدو أن المطر ليس وحده الذي يحب المفاجآت.”
ضحكت وهي تشعر بأن قلبها بدأ ينبض بطريقة لم يسبق لها أن عرفتها.
قالت: “ربما هذه المرة… لن نحتاج إلى مطر.”
✅ فقرة ختامية
هذه القصة تذكّر القارئ أن الحب قد يبدأ من لحظة عابرة، وأن لقاء صغير تحت المطر قد يتحول إلى بداية علاقة تصنع الدفء حتى في أبرد الأيام.
المشاعر الصادقة لا تحتاج استعداداً، بل تحتاج فرصة واحدة فقط.