قصة بين ضفتين

بين ضفتين: قصة رومانسية مؤثرة عن لقاء غير متوقع غيّر مصير قلبين
✍️ بقلم: هادية العسيري | فريق قصص وروايات
اليوم سوف تقرؤون قصة رومانسية مؤثرة تحكي عن لقاء هادئ على شاطئ البحر يتحول إلى بداية حب صادق ينمو بين قلبين يبحثان عن السلام ، الأحداث بسيطة لكنها تحمل مشاعر عميقة تلامس القارئ وتجعله يعيش تفاصيل كل لحظة.
بداية القصة
كان مساء البحر هادئاً رغم أن المدينة تعج بالضجيج. جلس “سليم” على صخرة يراقب الأمواج التي تتسابق نحو الشاطئ. اعتاد أن يأتي إلى هذا المكان كلما ضاقت به الحياة. لم يكن يبحث عن شيء محدد، فقط يريد لحظة صمت يلتقط فيها أنفاسه.
بينما كان غارقاً في أفكاره، لمح فتاة تقف غير بعيد. كانت تحمل كتاباً وتقرأ بصوت خافت كأنها تهمس للعالم. لم يدر لماذا علقت عينه عليها، ربما بسبب الهدوء الذي يحيطها، أو تلك الابتسامة التي تظهر كلما تقلب صفحة.
اقترب منها بحذر. لم يكن معتاداً على الحديث مع الغرباء، لكن شيئاً ما دفعه لذلك.
قال لها:
“يبدو أن البحر صديقك المفضل.”
رفعت رأسها، وابتسمت بخجل:
“هو المكان الوحيد الذي يفهم صمتي.”
جلس قربها بعد أن أومأت بالموافقة. بدأ الحوار بينهما بسيطاً، ثم اكتشفا انهما يتشاركان الكثير. كلاهما يحب القراءة، ويبحث عن السلام وسط عالم مزدحم. لم يشعر أي منهما بالوقت يمر. البحر أطفأ ضجيج العالم من حولهما.
بعد عدة أيام، أصبح اللقاء بينهما عادة ثابتة. كانت “ليان” تأتي قبل الغروب، ويأتي “سليم” معها ليكملان حديثاً بدأ منذ الليلة الأولى. كل لقاء يكشف لهما جزءاً جديداً من بعضهما.
مع الوقت، شعر سليم بشيء لم يعرفه من قبل. كان ينظر إليها فيجد قلبه يهدأ. كانت تبتسم فيشعر أن همومه تتلاشى. لم يرد أن يخيفها بكلماته، لذلك اكتفى بالصمت.
ذات يوم، سألته ليان:
“هل البحر يذكرك بشخص؟”
تردد قليلاً، ثم قال:
“أصبح يذكّرني بك.”
احمرت وجنتاها، وصمتت لثوان طويلة كأنها توازن الكلمات في قلبها. أخيراً قالت:
“وأنا… أصبحت أرى البحر بعينيك.”
تلك اللحظة كانت بداية قصة حب حقيقية. لم تكن قصة مشاعر عابرة، بل علاقة نمت بصدق وهدوء. لم يحتج أي منهما إلى وعود كبيرة، فقد جمعهما شيء أعمق. كان الحب يمشي بينهما بخطوات ثابتة مثل أمواج البحر التي لا تنقطع.
بعد أشهر من اللقاءات، وقف سليم أمامها في المكان نفسه. نظر إليها بعينين خجولتين، وقال:
“أريد أن أبدأ معك حياة جديدة. هل تقبلين أن تكوني شريكة قلبي قبل طريقي؟”
لم تتردد. اقتربت منه وقالت:
“طالما أن الطريق يبدأ من هذا المكان، فأنا معك.”
وهكذا كتب البحر قصة جديدة، قصة حب بين ضفتين جمعهما القدر في لحظة صدق، وظل يحمل ذكرياتهما مع كل موجة تلامس الشاطئ.